خطر يهدد شبابنا داخل الغرف المغلقة

خطر يهدد شبابنا داخل الغرف المغلقة

أفرزت التكنولوجيا الحديثة العديد من المشاكل والمتغيرات الاجتماعية خاصة على مجتمعنا العربي الذي يتمتع بخصوصية مميزة ومع الثورة الهائلة في عالم الاتصالات والتي تجسدها الشبكة العنكبوتية , وبكل ما تقدمه من فوائد للبشرية في جميع المجالات , فهناك أيضا العديد من السلبيات التي أفرزتها ثقافة الانترنت , إلا أن أخطرها.. هي ما تسببه غرف الدردشة والشات والتي تكون سببا في اختصار المسافات والحواجز بين الشباب فبكل الثقافات وفي أي بقعة في العالم.. هذا الانفتاح على العالم , مفيد جدا في حالة الاستخدام الموجه للمعرفة والإطلاع على رأي الأخر أيا كان مكانه وجنسيته وجنسه أيضا , ولكن تكمن المشكلة حين يتم استخدام هذه التكنولوجيا بشكل يخرج عن حدود الصداقة والتبادل المعرفي , ليتحول إلى علاقات من نوع آخر تحت مسميات عديدة , منها الصداقة الحميمة , ومنها الزواج بنوعية العرفي والزواج الحقيقي.

فتحت شعار الحب والزواج يتم تبادل الملايين من الرسائل الالكنترونية كل لحظة , وهو الأمر الذي يقرع ناقوس الخطر لمحاولة الانتباه لهذا الخطر.. الذي حاول من خلاله شبابنا العربي الانسياق وراء التجارب الغربية البعيدة عن ثقافتنا وتقاليدنا العربية مستغلين الحرية التي توفرها الشبكة العنكبوتية في كل دول العالم ليصل سوء الاستخدام بهذه الحرية إلى حد أن طلب البعض بشكل علني عمل طلبات للزواج العرفي بشكل صريح ومباشر , وهو التوجه الخطير في تفكير شبابنا وفتياتنا في هذا الوقت الصعب , ورغم أن هناك من يدافع عن علاقات الانترنت باعتبارها فرصة للتعرف على الجنس الأخر , والتي من الممكن أن تنتهي هذه العلاقات بزواج حقيقي , ولكن السؤال المهم هو هل إذا تم الزواج , ما مدى نجاحه؟ وهل التعارف على الشبكة كاف لإتمام زواج ناجح وتحقيق تعارف حقيقي بين الطرفين , خاصة إذا كان الطرفين من بلدين مختلفين , أي أن هناك صعوبة في الالتقاء بينهما ...؟ وإلى أي مدى من الممكن أن تكون علاقات الإنترنت بوابة للانحراف والبحث عن الزواج السري.. والعرفي , والعلاقات التي يرفضها مجتمعنا الشرقي بتقاليده المعروفة للجميع ؟.

سوف اسرد لكم نموذج تجربة فاشلة وتجربة ناجحة ومروي من أصحاب هذا الزواج .

(التجربة الفاشلة)

تقول أ. ن :أنا فتاة في الثامنة عشر من عمري طالبة جامعية بالفرقة الأولى , تعرفت على أحد الشباب من مدينة الاسكندرية , من خلال غرف الشات في أحد المواقع المعروفة عالميا , وبعد أسبوع أصبحنا تقريبا أصبحنا نتقابل كل يوم على الانترنت فقام بإرسال صورة له على الأميل فأحببته أكثر وعندما بعثت صورتي إليه أخذ يلح في أن يراني وأخذ يمطرني بكلماته التي تسري في نفسي وتتوغل إلى عواطفي حتى أصبحت مدمنة لكلماته, وفي إحدى المرات فاجأني أنه سوف يأتي إلى القاهرة في اليوم التالي وأنه سوف يحضر إلى الجامعة ليقابلني وفي الموعد المحدد تقابلنا ومنذ أول لقاء عرفت أنني لن أستطيع الابتعاد عنه.. في آخر اللقاء عرض علي الزواج العرفي حتى نستطيع نقترب من بعض أكثر ورغم رفضي في البداية,إلا أنه أقنعني خاصة أنه وعدني حينما ينتهي من دراسته الجامعية سوف يتقدم لي رسميا حيث أنه كان في السنة الأخيرة في كلية الطب, وسريعا حصل على شقة قال عنها أنها شقة أخيه في القاهرة وكنا نلتقي فيها أسبوعيا, حتى أنقضت السنة الدراسية,لأفيق من غفوتي بعد أن توقف عن المجيء إلى القاهرة فجأة وفشلت كافة محاولاتي للاتصال به وفي النهاية قررت للسفر إليه إلى الاسكندرية ففوجئت أن عنوانه وهمي ولا يوجد شارع بالاسم الذي أعطاني إياه, صعقت من الصدمة فتذكرت ورقة الزواج العرفي, والتي أخفيتها في الشقة التي نلتقي فيها, وذهبت للحصول عليها فوجدتها ولكنها ممزقة إلى قطع صغيرة جدا.. حتى الشقة التي أدعى أنها شقة أخيه , لم تكن إلا شقة مؤجرة, لشخص لا تربطه به سوى علاقة المالك بالمستأجر.. هنا فقط أدركت كل الحقائق التي غابت عني في غفلة من الزمن تحت وطأة العواطف الجياشة والكلمات المعسولة ولا أذكر ندمي على ما حدث لي فقط لا أدري ماذا أفعل وكيف أواجه أسرتي بما فعلت؟‍!


(التجربة الناجحة)

رغم الاستخدام السيئ لشبكة الانترنت وغرف الشات إلا أن هناك بعض الايجابيات , وفي بعض الأحيان يكون الانترنت سببا في العلاقات الناجحة والتي تنتهي بالزواج, ومنها حالة الزوجين (لميس وشريف) وعن تلك التجربة يقول "شريف" : أنا دائم الدخول إلى غرف الشات وفي إحدى المرات لفت نظري الاسم المستعار الذي اختارته لميس لنفسها, وبدأنا نتحدث سويا, وتبادلنا الرسائل عبر البريد الخاص بكل منا , واستطعنا رؤية بعضنا البعض بواسطة كاميرات الكمبيوتر الحديثة, ثم بعد ذلك غادرت " لميس " القاهرة مع والدها إلى أمريكا, حددنا سويا موعدا محددا نتحدث خلاله على الانترنت, وتدريجيا شعرت بقربي منها وعدم الاستغناء عنها خاصة وأنني وجدت توافقا بيني وبينها في الأفكار.

أما " لميس " فستكمل الحديث وتقول :لقد شعرت أثناء سفري بأن شريف أصبح شيئا هاما في حياتي, وتولد بيننا الحب, وانتظرت عودتي إلى القاهرة بفارغ الصبر, حتى يتقدم شريف لخطبتي, وبالفعل قابل شريف والدي, ورغم قلق والدي ورفضه في البداية,إلا انه أمام إصراري.. وافق بالفعل وتزوجنا, ونحن نعيش الآن اسعد أيام زواجنا, ورغم أننا نعترف أننا حالة نادرة, إلا أننا كنا جادين, ولم يكن الانترنت بالنسبة لنا سوى وسيلة للتعارف, استطعنا استخدامها بشكل صحيح وبوعي بخطورة هذه الطريقة, وقد كنا على قدر المسؤولية.
اللهم قد بلغت

أتمنى منكم أعزائي النقاش في هذا الموضوع الذي يؤرق الكثير من أولياء الأمور في العصر الحديث


تحياتي لكم