شكر النعمة وكيفيته
صفحة 1 من اصل 1
شكر النعمة وكيفيته
شكر النعمة أمر تحتمه الفطرة السليمة إذ النفس مجبولة على حب من أنعم اليها وأحسن إليها ونعمة الله سبحانه وتعالى على الإنسان لا يكاد الإنسان يحصيها ابدا فلو كانت خلايا جسمه ألسنة ناطقة ومع ذلك أمدته الكائنات بأسرها بذراتها لتكون ألسنة ناطقة ووقف ذلك كله على شكر الله تعالى وذكره بسبب أدنى نعمة من النعم لما استطاع أن يوفي حق هذه النعمة فكيف بجلائل النعم حسب الإنسان انه يسبح في خضم نعم الله سبحانه وتعالى التي لا يحصيها أي عقل ولا أي لسان وحسب الإنسان أنه منذ وجوده والى نهاية وجوده تحيط به هذه النعم وتتدفق عليه في كل لحظة بل فيما هو أدق من اللحظات والله سبحانه وتعالى وعد الشاكرين بالمزيد و {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ } (إبراهيم:7).
ومن المعلوم أن ضد شكر النعمة كفرها فمن لم يشكر النعمة فهو كافر بها وقد بين الله سبحانه وتعالى أن المنعم عليه لا بد من أن يكون شاكرا وإما كفورا فقد قال سبحانه وتعالى في الإنسان: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً } (الإنسان:3) وحكى عن عبده سليمان عليه السلام أنه قال: {... لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ } (النمل:40).
فجدير إذن بالإنسان أن يواجه شكر نعمة الله ولا يكون هذا الشكر إلا بصرف هذه النعمة في الغرض الذي انعم الله سبحانه وتعالى من أجله بها وهذا يعني أن يستخدم الإنسان كل نعمة من نعم الله في طاعته سبحانه وتعالى بهذا يكون موفيا للشكر إذ الشكر كما هو معلوم إنما هو وضع النعمة في موضعها وهو يكون إما باللسان وإما بالجنان وإما باليد وسائر الجوارح وهذا معروف لغة فإن الشاعر يقول :
أفادتكم النعماء مني ثلاثة ... يدي ولساني والضمير المحجبا
وهو اصطلاحا وضع نعمة الله تعالى في الغرض الذي أنعمها الله تعالى من اجله فيجب استخدام كل نعمة في طاعته تبارك وتعالى.
مقالة الشيخ/ أحمد بن حمد الخليلي - مفتي عام السلطنة - يحفظه الله
أبو عبدالحليم- عدد المساهمات : 38
تاريخ التسجيل : 21/04/2012
الموقع : أرضنا الطيبة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى